قرابة 6 ألاف عامل نظافة يشتغل في بيئة سامة…2022

هم رجال من فرسان المغاوير يدافعون عن الظروف البيئية…عن المحيط…ويعملون ليل نهار بهدف إضفاء النظافة توخيا لـ صحة الأبدان، قوة دفاعية وجنود اصطفوا في الصف الأكبر بهدف فاز الحرب لمصلحة العام، على الرغم من قلة قدراتهم النقدية لمكافحة عدو قهر البشرية، بوسائلهم المختصة أو ما جودت به أيادي المجددة، إنهم أعوان النظافة التابعين لمنشأة تجارية – نات كوم- الساهرين على إعلاء البقايا في زمن الكورونا دون أسفل محددات وقواعد صحية والوقائية التي تصونهم من خطور العدوى، ولمعرفة الأحوال التي يعمل فيها مهندسي النظافة، فتح لنا عضو نقابة النظافة –نات كوم إينسي عمر في لقائه مع لـ ” الحديث” الكمية الوفيرة من الوثائق التي تختص عمال ذاك القطاع، رافعا ندائه للهيئات المسؤولة من حاكم الولاية إلى أقل خلية مسؤولة في بدن الجمهورية الالتفات إلى تلك الشريحة التي تتخبط في ظلمات التهميش واللامبالات التي زادتهم تعب وقهر في حضور تحاكم أجر زهيد لا يسد رمق أسرهم…هلا، حدثتنا عن أجواء الجهد التي يمارس فيه عامل النظافة مهماته اليومي…؟

إن الأوضاع التي يشتغل فيها أعوان النظافة – نات كوم – أقل ما يمكن قوله عنها، أنها لا تستجيب إلى مقاييس وضوابط وقواعد التي يشتغل فيها أي عامل في بقية القطاعات الأخرى، فهو يتعرض كل يوم إلى مشكلات صحية، وسجلنا أعداد جسيمة من بينهم مصابون بأمراض مستعصية مثل أمراض الرئة، الطفح الجلدي، ناهيك عن من فقدناهم إثر سكة قلبية مباغتة، حرمتهم الحياة، نتيجة لـ إعتياد أداء نشاطهم اليومي في مناخ عمل غير مريحة، يصعب على الإنسان التأقلم بصحبتها، لكن عمال مؤسستنا يشتغلون دون هوادة، زادهم الجلَد والاحتساب إلى الله سبحانه وتعالى، لأنهم مجبرون على المجهود، وعى أرباب أسر يوجب عليهم الشأن متابعة عملهم على الرغم من قساوته ومرارة الأجواء التي يشتغلون في خضمها، حيث لا ألبسة واقية، والتذبذب في عملية توزيعها، حيث ألبسة الصيف تأتيهم في فصل الشتاء وألبسة الشتاء تأتيهم في فصل الصيف، ولا أحذية خاصة، وأدوات الجهد لا ينهي تنظيفها، وأعني هنا بأدوات المجهود الشاحنات المختصة لنقل الزبالة المنزلية والشركات والمؤسسات الأخرى، إذ تقوم الحافلة بنقل أكوام من الزبالة في غفيرة نقط من العاصمة مثلا، وبعد عملية الإفراغ في المفرغات المختصة لا ينهي غسلها وتنظيفها من المواد السامة العالقة بها طول النهار، إلا أن تلقى في اليوم التابع مثلما هي للنادي العامل أعلاها، ضف إلى هذا عدم تزويدهم بالقفازات تحجب عنهم عدم أمان الرض، وما يزيد الطينة بلة كل تلك المشكلات بنظير الأجر الجوهري الزهيد.

دولة جمهورية الجزائر مثل الكثير دول العالم تقطن وضعا صحيا صعبا، هل تم تزويد عمال شركة -نات كوم- بالوسائط الوقاية..؟

فلو كان العالم يتكبد اليوم من مصيبة كوفيد 19 ذلك الفيروس الفتاك بالأرواح ويهدد النسل الإنساني بالفناء، فعامل النظافة يتحرك في فضاء حاضن للألاف الفيروسات بأسلوب مطرد وطوال العام، ما يجعله منزعج ويتوجس خيفة كل يوم من أخطارها القاتلة، سوى أننا مجبرون على التأقلم برفقتها رغما عنا، لأنها منشأ دخلنا المنفرد، على الرغم من قلة المرتب والغلاء الفاحش مثلما نشاهد في ارتفاع مطرد والقدرة الشرائية لعامل النظافة في أسفل مستواها، أما قضية عتاد الدفاع فحدّث ولا حرج، حيث لم نتلق المعدات الصحية الضرورية والمخصصة للوقاية من الكدمة بفيروس Covid 19 المستجد Covid 19 ، من قبل السلطات المقصودة والجهات المسؤولة على تلك الشركة، إلى هنا الشأن كنا نتوقعه، بل الغريب في القضية، أن منفعة شركة – نات كوم- نهضت بإرسال عمالها للعمل في ولاية البليدة بلا وسائط الحراسة، لكم أن تتصوروا نواتج ذاك التصرف والقرار غير المدروس، لسنا بأي حال من الأحوال مقابل الشغل أو الفرار من المسؤولية إزاء إخواننا في مدينة الورود الذين تم اتخاذ قرار وضعهم في القرميد الصحي الكلي نطمح من الله أن يرفع عنا وعنهم الجائحة، إلا أن نحن في مواجهة التهاون بصحة أعوان النظافة، لأن فرضا لو يصاب شخص من ضمنهم بذاك الفيروس لا معدل الله في وجود عدم حمايته سوف يرسل دلالة حمراء خطيرة إلى المجتمع برمته، وحسابيا فعدد عمال شركة نات كوم يناهز 6 ألاف عون منتشرون في 28 بلدية عبر العاصمة، وكل بلدية يشتغل فيها من سبعين إلى مائة مستوظف، وإن مُنِي وحد من بينهم فحسب سوف يكتسح جميع الوحدات، فضلا على ذلك انتقال العدوى إلى عائلاتهم ثم جيرانهم وساكنة الحي، وبالتالي دواليك، ونصبح في تلك الموقف نحن من نقول لفيروس Covid 19 من فضلك إبقى معنا، فلا تغادرنا حتى ترسلنا إلى الهاوية، بوقت تنوه فيه المنظمة الدولية للصحة ووزارة الصحة والقاطنين وتصليح المستشفيات والمجتمع المواطن يتم إلى دراية البشرية عموم بتوخي الحذر والحذر، خاصة وأن معظم العالمين بذاك القطاع أميون.

في وجود انعدام طرق الدفاع التي تقي العامل من العدوى من فيروس كوفيد 19، هل اتصلتم بالجمعيات طلبا للمساعدة؟

مؤكد، هو الحل الأوحد، إذ مثلما في مرة سابقة وأن قلت أننا تلقينا تبرعات من المحسنين، وأيضا جمعيات متنوعة ساعدتنا لتخطي تلك الحالة الحرجة الصحية، ومن عمال – نات كوم – من يقوم بشراء وسائط الوقاية من كمامات وقفازات والمنظفات والتعقيم و من ممتلكاته المختص، على الرغم من قلة راتبه، كل ما بلغ إلينا منبعها هبات من ذوي البري والإحسان وأصحاب القلوب الرحيمة الذين تكفلوا بإعانة عمال النظافة، إذ تلقينا معدلات معتبرة من الكمامات والقفزات الصحية، ومواد تطهير، وأعيد وأقول الإشكالية ليست رفضنا بهدف التدخل لفائدة الهيئة العامة في المواضع التي تنتشر فيها ذلك الوباء والتي تشعبت وتوسّعت عبر سائر الوطن، نأمل من الله إعزاز البلاد عنا وعلى الآدمية عموم، ومن اجل إخواننا وتضحية منا من أجل الوطن نحن مستعدون المواجهة بحياتنا، وهو الذي نفعله كل يوم منذ مطلع انتشار ذلك الكارثة، وكنقابة نرفض مرسوم الخطور بأرواح أعواننا الذين هم قسم من مجتمعنا، ولا نرغب التضحية بهم مهما وصل الموضوع، ونطالب بوجوب حمايتهم من مخاطر الكورونا.

نصحت النقابة في وضعية عدم الإستاجابة السلطات المقصودة لمطالبكم سوف تتخذ فعل أخرى، هل هي دلالة دخول عمال النظافة في إضراب …؟

في ذلك الوضعية المحرج الذي يعيشه الشعب الجزائري والمجازفات الخطيرة المحدقة بالصحة العمومية، يمنعنا ضميرنا المهني والواجب البشري والتكلفة الاخلاقية، الدعوى الى الاضراب، فلو اضطرتنا الأحوال الجهد مجانا إلى أن طازة بسلامة المدني وتركه يسكن وسط الملايين من الأطنان من البقايا العضوية وغيرها، نحن مستعدون للتضحية وجعل المدني الجزائري في مأمن صحي، بهدف الوطن لن نسمح لأنفسنا المطالبة بحقوقنا الضيقة على حساب الأرواح الآدمية، لن نستغل الحال لشن الإضراب مثلما استغله قليل من أصحاب التجارة لإعزاز الأثمان والإسراع إلى الدخل العاجل، وبعد انقضاء تلك الحالة إن شاء الله، ودعوانا لله سبحانه وتعالى أن يكون بردا وسلاما على الشعب الجزائري وعلى الآدمية جمعاء سوف يكون لنا عصري أخر مع المسؤولين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحتاج للمساعدة في منزلك؟ إترك الأمر ابو سلمان ! طلب الخدمة
واتساب إتصل الآن