موضوع عن النظافة وأهميتها 2022

للنظافة ضرورة ضخمة جدًا، وأهميتها تجيء من أنّها إشتراطٌ ضروري لتأدية عدد محدود من العبادات، خاصّة الدعاء، فالإنسان الذي لا يقوم بتنظيف ذاته ولا يتطهّر من الأوساخ لا تجوز صلاته، مثلما يُشترط لإتمام التضرع بالطراز السليم نظافة الملابس والموضع، والنظافة أيضًا أساسية حتى يُحافظ الإنسان على منزلته الاجتماعية بين الناس، فالإنسان النقي يكون مقبولًا اجتماعيًا أكثر من الآخرين، ولا تفوح منه رائحة العرق المنفرّة وتكون ملابسه نقية ومكانة وشعره نقي ومُسرّح. لزوم النظافة البيئية تأخذ لزوم بالغة في حياة الإنسان والحيوان والنبات، فنظافة المناخ تعني أن تكون الظروف البيئية أكثر صحيّة، وتكون مقرًا آمنًا للعيش، لذلك يبقى العدد الكبير من المنظمات العالمية التي تحاول جاهدة لحماية وحفظ الظروف البيئية من أي أوساخ أو قاذورات نظرًا للأهمية البالغة لها، لأنّ قذارتها تعني انقراض الكثير من الحيوانات والنباتات واختلال التوازن البيئي، والتأثير على الهيئة الخارجية الجمالي لها، وذلك يندرج تحته نظافة جميع مكونات الجو المحيط دون استثناء من ماء وهواء ومياه وتربة، ولذا يُأكد الحذر والتدقيق على النظافة من الجميع، لأنّ أي قاذورات تُلقى فيها يقع تأثيرها على الجميع وليس ليس إلا من ألقاها وكان سببا في بتلويثها. الأمر الذي يدلّ على اللزوم البالغة للنظافة هو ذكر النظافة في كتاب الله الخاتم والحث أعلاها واعتبارها أسلوب حياةٍ متكرر كل يوم، منها تصريحه هلم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ? وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}.[1] مثلما كلف الإسلام تعقيم الأسنان بالسواك لتخليصها من زبالة التغذية العالقة بها، إنّ ذاك من أحكام الطهارة والنظافة التي وجّه بها الله سبحانه وتعالى ورسوله، وجعلها منهجًا إسلاميًا غير ممكن التغاضي عنه أبدًا في الحياة اليومية للمسلم الذي فوق منه الالتزام بكل آداب النظافة في الإسلام، سواء الآداب التي تتعلقّ نظافة المسلم في جسده أم في منزله أم في بيئته مثل العطس في منديل ورقي، وغسل اليدين. مِن حرص الإسلام على النظافة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- تشجيعّ الرجال بانتهاج زينتهم لدى كلّ مسجد، وأن يتعطّروا ويرتدوا أجمل الثياب، وألّا يتناولوا المأكولات التي تُدافع رائحة نفس كريهة كالثوم والبصل لتجنب تعذيب المصلين، مثلما تشجيعّ الإسلام على تقليم الأظافر والغُسل في مختلفّ يوم جمعة، وذلك كلّه يدلّ حتّىّ من يحمي ويحفظ نظافته يأخذ الأجر والمكافأة من الله سبحانه وتعالى، ومن ضروري الآباء والأمهات أن يُعلموا أبناءهم أسلوب وكيفية حماية وحفظ النظافة، وأن يوفروا كل الأدوات الضرورية للحفاظ فوقها مثل الصابون والمنظفات المتنوعة وسلّات جمع المخلفات. يقولون مستديمًا إنّ المنزل النقي لا يدخل إليه الداء، هذا لأنّها تقي من الرض بالأمراض وتمضي على الجراثيم والميكروبات التي تكون في المنازل غير النقية، ولذا يجعلها آمنة صحيًا، مثلما أنّ الكثير من القوارض والحشرات الضارة تقيم في المقار القذرة، والحفاظ على النظافة يحجب تكائرها ويقي من أضرارها العديدة، أما النظافة التي تكون على نطاق المجتمع والدولة بأكملها فتعكس صورة غير سلبية عن الناس، فالسيّاح حينما يأتون للسياحة في أيّ بلد فإنّ أول ما يلفتهم هو نظافة الشوارع والمقار فيها، وينفرون من المقار التي ينخفض فيها معدّل النظافة، فالفنادق والمطاعم النقية في أيّ بلد هي الأكثر جلبًا للناس، ومن ثم تُحقّق انتصارات اقتصادية أضخم. النظافة تجلب السكون النفسية للإنسان، وتجعله سعيدًا قادمًا على الحياة، خاصة أنّ الموضع النقي والمرتب يمنح حافزية للعمل ويزيد من الحماس على نحوٍ عظيم، بخلاف الدنس التي تجعل الموضع كئيبًا مليئًا بالطاقة الهدامة، مثلما أنّها تُسهم في حماية وحفظ المجتمعات البشرية من كل الإتجاهات، وجعلها أكثر رقيًا وجودةًا، وينعكس أثرها على كل ساحات وقطاعات الحياة، فالإنسان النقي نموذج لغيره من الناس، ويُمظهر يملكون مثالًا يُحتذى في تصرفاته وأسلوب عمره، ويحب الجميع التصرف بصحبته بجميع سكون، خاصة أنّ أشرس الأمراض المعدية تنتقل بين الناس الذين لا يُحافظون على نظافتهم ولا يأبهون لنقل الداء للآخرين.